المعالم السياحية

اكتشف سحر كارمن دي لوس مارتيريس في غرناطة: واحة تاريخية بحدائق غنّاء وإطلالات بانورامية، وجهة لا بد من زيارتها خلال رحلتك إلى المدينة

في قلب مدينة غرناطة، وبين الأزقّة الضيّقة والساحات النابضة بالحياة، يقع كورّال ديل كارّبون، ذلك الكنز النصري الكامن في صميم المدينة. وعلى مقربة من شارع رييس كاتوليكوس الشهير، وعلى بُعد خطوات قليلة من كاتدرائية غرناطة والكنيسة الملكية، يشكّل هذا المعلم واحة من التاريخ والسكينة وسط صخب الحياة الحضرية.

يُعدّ هذا الحمّام واحدًا من أقدم الحمّامات العربية وأفضلها حفظًا في شبه الجزيرة الإيبيرية. شُيّد في القرن الحادي عشر خلال عهد الملك الطائفي باديس، وكان جزءًا من حيّ الأثخاريس، ولعب دورًا محوريًا في الحياة الاجتماعية والدينية لغرناطة الأندلسية.

تستوحِي بنيته المعمارية طرازها من الحمّامات الرومانية القديمة، حيث تبرز القبوات المزدانة بفتحات للضوء على شكل نجوم، وغنى التفاصيل الفنية في أعمدته. وعلى الرغم من الإهمال والتلف اللذين تعرّض لهما بعد الفتح المسيحي، فقد أُنقذ في القرن العشرين بفضل أعمال الترميم التي سمحت بإعادة فتحه أمام الجمهور

تقع أبادية ساكرومونتي على جبل بالبارايسو، وهي مجمّع أثري بارز لفهم التاريخ الروحي والثقافي لمدينة غرناطة. نشأت أهميتها بعد اكتشافات عامي 1588 و1595 ــ رفات الشهداء وكتب الرصاص ــ التي أدّت إلى ظهور مركز مهم للحج. تجعل كهوفها، وكنيستها الباروكية، وديرها العائد إلى القرن السابع عشر، وإطلالاتها على قصر الحمراء هذا المكان واحدًا من أكثر أركان المدينة تفرّدًا وتميّزًا

كانت أبراج برميخاس من أبرز الحصون الدفاعية في غرناطة الإسلامية. فقد كانت حصنًا استراتيجيًا بُني على تلة ماورور لمراقبة سهل غرناطة، كما كانت متصلة أيضًا بحصن القصبة في الحمراء. ومن هذا الموقع يمكن للزائر الاستمتاع بإطلالات رائعة على مدينة غرناطة وعلى أبراج الحمراء، وخاصة برج لافيلا.

تُعَدّ المقصورة الملكية في غرناطة مكانًا مشحونًا بالتاريخ يقع في قلب المدينة. ففي هذا المكان توجد مقابر الملوك الكاثوليك، إيزابيل وفرناندو، إلى جانب بعضٍ من أحفادهما.

هذا الفضاء ذو الطراز القوطي صُمّم ليكون موضع راحة عائلية، ويجمع بين البساطة الأنيقة والأجواء الهادئة التي تدعو إلى اكتشاف إرث حقبة محورية في تاريخ إسبانيا. وفي الداخل، يمكن للزائر أن يشاهد قطعًا من الفن الديني، مثل الأعمال الذهبية واللوحات الفلمنكية

يُعدّ دير الكرتوزيين في غرناطة أحد أروع جواهر الباروك الأندلسي وأحد أبرز المعالم في المدينة. وراء واجهته المتقشفة يختبئ داخل يتميز بغنى فني ورمزي استثنائي، حيث تمتزج الروحانية والتاريخ والفن في انسجام تام. تمنح زيارته الفرصة لاكتشاف إرث رهبنة الكرتوزيين التي جعلت من هذا المكان، على مدى قرون، فضاءً للتأمل والجمال والتقوى. تأخذ هذه الجولة في الدير الزائر لاكتشاف أصوله وتطوره المعماري والتحف الفنية التي جعلت منه رمزًا للتراث التاريخي والفني لغرناطة.

يُعَدّ دير سان خيرونيمو إحدى أعظم جواهر عصر النهضة في مدينة غرناطة. فقد أسّسه الملوك الكاثوليك، وارتبط ارتباطًا وثيقًا بالقائد الشهير «الغرّان كابيتان». يجمع هذا الدير بين التاريخ والفن والروحانية في مجمّع معماري متفرّد. وتحوّل أبهاؤه، وكنيسته ذات الطراز النهضوي، وغنى زخارفه إلى تجربة زيارة لا غنى عنها لاكتشاف التراث الغرناطي

تُعَدّ كاتدرائية غرناطة واحدة من أضخم المعالم وأكثرها تميّزًا في عصر النهضة الإسبانية. تقع في قلب المدينة، ويُدهش هذا الصرح العظيم زوّاره بمزيجه بين الطرازين القوطي والنهضوي، وهو مزيج يعكس تغيّر العصر وطموح البنّائين إلى العظمة.

وقد صُمِّمت الكاتدرائية في البداية على الطراز القوطي، لكن تصميمها تطوّر نحو النهضة تحت إشراف كبار معماريي ذلك العصر، مثل دييغو دي سيلوئي. وعند الدخول، يجد الزائر نفسه محاطًا بضوء المكان وجلال التفاصيل المعمارية، مما يجعل الكاتدرائية فضاءً للإلهام والتأمل، ومكانًا مثاليًا للغوص في تاريخ غرناطة وفنونها.